إدارة الحوادث


تعتبر إدارة الحوادث على الطرق السريعة عملية متعددة المهام ومتنوعة من حيث التبعية والمسؤوليات، من هنا تكمن أهمية الإدارة والتنسيق بين مختلف الجهات التي تنخرط في العملية من لحظة وقوع الحادث حتى لحظة إزالة آثار الحادث وإعادة الوضع المروري للطريق إلى حالته الأساسية.

تهدف إدارة الحوادث إلى الكشف والتحقق من وقوع الحادث المروري، الاستجابة السريعة وإدارة الوضع الحاصل، إدارة وضبط حركة المرور ، نشر معلومات سريعة لمستخدمي الطريق عن الوضع الحاصل والإجراءات المتخذة ، وأخيراً اتخاذ الإجراءات اللازمة لإخلاء موقع الحادث المروري وإعادة الطريق لحالته الطبيعية.

تستخدم في إدارة الحوادث أنظمة متقدمة وتجهيزات متطورة تبدأ من الكشف الآلي للحوادث باستخدام تقنيات حلقات الكشف الحثية ILD إضافة للمراقبة المستمرة(on line monitoring) لحالة الحركة التي تمكن من كشف وملاحظة أية تأثيرات غير اعتيادية على هذه الحركة عبر مراقبة العديد من بارامترات وخصائص الحركة مثل الكثافة، السرعة، .....الخ، ولا تنتهي العملية باستخدام التقنيات ذات السوية العالية التي تتميز بالاستجابة السريعة لنقل ومساعدة الأشخاص المتضررين، ومن ثم إخلاء الموقع  والقيام بأعمال الصيانة المطلوبة التي تتضمن حركة مرورية آمنة وكافية لاستيعاب الغزارات الموجودة.

يتصف الوضع المروري على الطرقات السريعة في سورية بغياب كامل لتجهيزات وتقنيات الكشف الآلي عن الحوادث وأنظمة المراقبة الآلية لحركة المرور على الطرق السريعة، ونرى أن تأثير ذلك يبقى محدوداً ضمن عملية إدارة الحوادث وينحصر باختصار محدود لزمن الكشف عن الحوادث والذي أظهرت الدراسات أن عملية الكشف عن الحوادث تتم بسرعة كبيرة مع وجود إمكانيات الاتصال المتطورة والمتاحة لدى جميع السائقين والركاب، إضافة إلى أن وجود شرطة الطرق العامة على شبكة الطرق السريعة في القطر وتوزعها بشكل يمكنها من القيام بدور أساسي وفعال في عملية إدارة الحوادث وإزالة آثارها على الطريق والحركة المرورية عموماً، سنحاول في البحث دراسة واقع إدارة الحوادث على الطرق السريعة في القطر على بعض الحالات النموذجية لإظهار النقاط الإيجابية ومحاولة تحسينها وتطويرها، وكذلك إظهار المواقع التي يحصل فيها الخلل ومحاولة إظهار الأسباب ودراستها بهدف إيجاد الحلول والمقترحات التي تضمن تحسين أداء الجهات المسؤولة والمهتمة بإدارة الحوادث مع استثمار الموارد المتاحة بوضعها الراهن بشكل أفضل، ومن ثم رفع التوصيات الملائمة لتطوير عمل هذه المؤسسات عبر تزويدها بشكل تدريجي بتجهيزات وتقانات متطورة وملائمة  لرفع سوية أداءها وفعاليتها عبر الوصول إلى استخدام نظم النقل الذكية .

 

رابط المقال

 

إعداد: د.م. أكرم رستم - جامعة تشرين – كلية الهندسة المدنية / قسم المواصلات والنقل