النقل في المستقبل: سيارات طائرة ذاتية القيادة تعمل بالطاقة الشمسية، وطائرات شفافة بسرعة الصوت


 

أعدت أكاديمية دبي للمستقبل تقريراً قالت فيه إنّ قطاع النقل سيشهد تغيراً هائلاً في السنوات المقبلة من السيارات ذاتية القيادة وحتى السيارات الطائرة والهايبرلوب، حيث تضمن التقرير الذي سمي "استشراف المستقبل" الذي أصدرته أكاديمية دبي للمستقبل ضمن جهودها الهادفة إلى رسم ملامح مستقبل القطاعات الحيوية في رؤيته الاستشرافية لمستقبل قطاع النقل، أن تطور قطاع النقل في العصر الحديث ارتبط بالعديد من العوامل، بما فيها الهدف الذي تطمح البشرية للوصول إليه، والابتكارات الجديدة، إلا أنه وفي ظل التطورات المتسارعة لم يعد مرتبطاً بهذه العوامل فقط، بل استند على بذل المزيد من الجهود للمساهمة في استدامة التطور، والاقتصاد في استخدام الطاقة، وتوفير وسائل نقل أكثر أماناً.

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2016، قامت مجموعة من المبدعين بابتكار تقنيات تسمح للأفراد بالتحرك بشكل أسرع والوصول إلى مسافات أبعد ضمن نمط حياة صديق للبيئة، حيث ظهرت الكثير من الحلول المتقدمة في مجالات السيارات ذاتية القيادة، وخدمات توصيل التجهيزات والمواد الطبية في المناطق الريفية، والمركبات التي تلعب دوراً هجيناً ما بين السيارة والطائرة، وهو ما أدى إلى توفر وسائل نقل أكثر أماناً تشكل الجيل القادم من وسائل النقل وتضع حداً للانبعاثات الكربونية من خلال استخدامها تقنيات خلايا الوقود الكهربائية والهيدروجينية.

وحسب التقرير فقد حقق قطاع النقل في الفترة الأخيرة نقلات نوعية بدأت مع اختبارات تجريها الشركات العالمية لسيارات ذاتية القيادة وأخرى تعمل بالطاقة الشمسية، وتأكيداً على مكانتها كمركز عالمي لصناعة المستقبل، استقطبت دبي شركات ابتكارية عالمية لتجربة واختبار أنظمة نقل جديدة تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، وذلك من خلال تبنيها لأفكار مبتكرة في هذا المجال والعمل على تحويلها إلى مشاريع واقعية تدعم نمو وازدهار المجتمعات الإنسانية.

وجاء في  التقرير أن شركة "تسلا" قامت خلال عام 2016 بتصنيع /85/ ألف سيارة، بينما بلغ عدد الكيلومترات التي تم قطعها بواسطة السائق الآلي إلى/230/ مليون كيلو متر، في وقت وصل فيه عدد البلدان التي تعمل بها شركة "أوبر" إلى /70/ بلداً حول العالم، في حين بلغت السرعة التي حققتها تقنية الهايبرلوب /1200/ كيلومتر في الساعة.

شارك بإعداد هذه الرؤية الاستشرافية لقطاع النقل كل من /آري تيمان/، وهو رائد أعمال، ومؤسس مشارك في شركة "خطة مستقبل مدينة نيويورك"، و/أندرياس رابتوبولوس/، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة ماتيرنيت التي تعمل على إطلاق نموذج جديد في مجال النقل يقوم على شبكة من المركبات الجوية المسيّرة عن بُعد، و/جاكي بيردسول/، وهي مهندسة رئيسية في قسم الهندسة في شركة سيارات تويوتا، ومتخصصة في البنية التحتية للهيدروجين.

وأشار التقرير إلى أنه للمرة الأولى في التاريخ، حلقت طائرة تعمل بالطاقة الشمسية حول العالم، حيث جسدت طائرة "سولار إمبالس 2" الإمكانات الكامنة الكبيرة للطاقة المتجددة؛ هذه الطائرة تحمل أكثر من /17,000/ خلية شمسية على أجنحتها، وهي بذلك أعرض من طائرة بوينج /747/، وقد بدأت هذه الطائرة رحلتها في شهر مارس 2015 انطلاقاً من إمارة أبو ظبي، وأكملتها في أغسطس/آب في السنة نفسها دون استخدام أي نوع من  الوقود الأحفوري.

كما قامت شركة "ناسا" ببناء طائرة كهربائية بالكامل تسمى "إكس 57" ، وتلقب بـ “ماكسويل”؛ وهذه الطائرة مزودة بجناحين طويلين عرضهما قليل، ويحملان /12/ محركاً كهربائياً، إضافة لمحرك أكبر على طرف كل جناح، وعند اكتمالها ستكون قادرة على الطيران بالاعتماد على بطاريتها فقط، حيث أكدت "ناسا" أن هذه الطائرة الكهربائية ستخفف مستوى الضجيج، وتقلل استهلاك الوقود، والانبعاثات الغازية، وستقود إلى عصر جديد من الطيران.

 

بناء الطائرات بالطباعة ثلاثية الأبعاد

ورد في التقرير  أن شركة "ايرباص" وهي إحدى شركات تصنيع الطائرات، قامت بتصنيع الطائرة "ثور"، وهي طائرة مصغرة صنعت بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث تزن هذه الطائرة /21/ كيلوغراماً، ويبلغ طولها أقل من /4/ مترات، كما لا يوجد فيها نوافد، وتتم قيادة هذه الطائرة بواسطة تقنيات التحكم عن بُعد، حيث تطير بقوة دفع المراوح. وبما أنها أخف من معظم الطائرات، فهي تتطلب قدراً أقل من الوقود، ما يقلل من انبعاثات الكربون والملوثات الأخرى.

كما أن شركة" إيروموبيل" المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة ومقرها سلوفاكيا، كشفت في شهر أغسطس من العام الماضي عن أحدث طراز من سياراتها الطائرة "إيروموبيل 3"، وهذه السيارة التي تستخدم الوقود العادي يمكن إيقافها ضمن مساحة تتسع للسيارات العادية، كما يمكن قيادتها بالطريق كأية سيارة أخرى، وبإمكانها أيضاً استخدام أي مطار في العالم، كما بمقدورها الإقلاع والهبوط على أي أرض عشبية أو طريق ممهد يبلغ طوله مئات المترات.

و أشار التقرير إلى قيام الإدارة الوطنية لسلامة المرور في الطرقات السريعة في وزارة النقل الأمريكية بإرسال رسالة لشركة جوجل مفادها أن نظام القيادة الذاتي للشركة يحقق المتطلبات اللازمة للاعتراف به قانونياً.

وبهذا السياق قال جاكي بيردسول: "إن هناك ارتفاع في معدل عمر السكان في هذا العالم الذي يتمحور حول حركة الشخص وقدرته على التنقل. وانطلاقاً من إدراكنا لضرورة الحد من الآثار السلبية التي يتسبب بها حرق الوقود الاحفوري على البيئة، علينا أن نتحلى بالإبداع والتصميم، وحالياً قطعنا عدة خطوات مهمة في هذا الاتجاه من خلال ابتكار السيارات الكهربائية التي تعتمد على البطارية أو خلايا الوقود، إضافة إلى زيادة الوظائف الآلية في المركبات وذلك بهدف الوصول إلى مجتمع لا يحافظ على نوعية الحياة فقط، بل يقوم بتحسينها".

وبدأت شركة زيبلاين، وهي ناشئة في سان فرانسيسكو، باستخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل الأدوية والدم للمرضى في رواندا خلال أبريل من العام الماضي، وذلك في ظل تردي البنية التحتية لقطاع النقل بهذا البلد الأفريقي. وفي وقت لاحق من العام وتحديداً في شهر أغسطس، أعلنت الشركة عن استعدادها للبدء في اختبار نظام التوصيل الجوي بدون طيار لتوصيل الأدوية والتجهيزات الطبية إلى الأماكن النائية في الولايات المتحدة.

 

النقل بسرعة الصوت

/الهايبرلوب/ قطار فائق السرعة قادر على السير بسرعة /1200/ كيلومتر في الساعة.

في شهر أكتوبر من العام الماضي، قامت مؤسسة دبي للمستقبل بتنظيم مسابقة عالمية للهايبرلوب، في إطار سعيها لتحقيق ما يعتبره الكثير مستحيلاً، وقد ركزت المسابقة التي استمرت لمدة يومين على تصميم المتسابقين لثلاث محطات هايبرلوب قابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية والتقنية، تتوفر فيها معايير السلامة والأمان، وتأخذ الاستدامة بعين الاعتبار.

في هذا الإطار، قال /آري تيمان/:" نظراً لظهور أشكال جديدة من النقل، ستبدأ السيارات بالاختفاء، ولن تعود الشوارع مكاناً لإيقاف السيارات، حيث ستتحول إلى أماكن للمشي وركوب الدراجات، وبانتشار هذه الظاهرة، سنرى نظاماً إنشائياً يركز على بنية تحتية تناسب الأفراد.

وضمن سعي شركة أوبر إلى بناء إمبراطورية من السيارات ذاتية القيادة، أطلقت الشركة سيارات أجرة ذاتية القيادة بشكل جزئي في سبتمبر من العام الماضي. وقد بدأ أسطول من هذه السيارات بالعمل في شوارع مدينة بيتسبرج الأمريكية، وقد كانت رحلة اختبار هذه السيارات مجانية، وقد اقتصر وجود العنصر البشري في هذه التجارب على الإشراف فقط. وبعد اختبارها لهذه التقنية تخطط الشركة لتوفير مجموعة من التقنيات التي توفر وظائف القيادة الذاتية ضمن سيارات موجودة، بدلاً من البدء في بناء سيارات ذاتية القيادة، ولهذا استحوذت شركة "أوبر" على شركة "أوتو"، وهي شركة تقوم بتعديل شاحنات نقل البضائع الثقيلة لتحويلها إلى شاحنات ذاتية القيادة من خلال نظام استشعار يعمل بتقنية الرادار الضوئي الذي يقوم بالتقاط إصدارات الأشعة تحت الحمراء، وذلك للمساعدة على مراقبة السرعة.

 

سيارات الأجرة نحو السماء

 أشار التقرير إلى أنه تمت الموافقة على اختبار أول طائرة بدون طيار تقوم بنقل الركاب ذاتياً في /نيفادا/؛ حيث كشفت شركة /إيهانج/ النقاب عن مركبة "إيهانج 184" خلال مشاركتها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية بشهر يناير من عام 2016، وهذه المركبة هي طائرة كهربائية بدون طيار مخصصة للركاب، وفي وقت لاحق، قامت الشركة بوضع الطائرة قيد الاختبار للحصول على الموافقات الرسمية، وذلك بالتعاون مع معهد نيفادا للأنظمة ذاتية التحكم، ومكتب حاكم الولاية للتطوير الاقتصادي، وقد تم الحصول على الموافقة في شهر يونيو.

كما دخلت شركة "جيت باك للطيران" في مفاوضات مع القوات الخاصة بالجيش الأميركي لتطوير نفاثات عسكرية محمولة على الظهر، وقد حظيت الشركة باتفاق للبحث والتطوير بالتعاون قيادة العمليات الخاصة لتنفيذ نفاث محمول رباعي التوربين قادر على رفع /317/ كيلوغراماً، وهو ضعف الوزن الذي تقوم النماذج الحالية برفعه.

 

وقال /أندرياس رابتوبولوس/: "من أهم النتائج التي أظهرتها اختبارات الحوسبة الصغيرة منخفضة التكلفة القدرة على التحكم بالمركبات ذاتية القيادة، وإمكانية مضاعفة هذه القدرات بجزء من التكلفة التي كانت تتطلبها سابقاً في ظل تراجع تكلفة الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم بمقدار ألف مرة، وخلال عام 2016 شهدنا ظهور قدرات ملاحية ذاتية جديدة مذهلة، والفضل في هذا كله يعود إلى الحوسبة المنخفضة التكلفة."

 

أهم التوقعات المستقبلية

وبحسب التقرير، سيكون أول نظام /هايبرلوب/ جاهزاً للعمل في عام 2020، حيث أشار / كريس فاسكيز/، مدير تطوير المنتجات في شركة /هايبرلوب ون/ إلى أن نظام /هايبرلوب/ التابع للشركة قد يكون جاهزاً للعمل في دبي بحلول عام 2020. وفي العام نفسه ستقوم شركة /أوبر/  بحسب جيف هولدن رئيس المنتجات فيها باستخدام الطائرات ذات الإقلاع العمودي معرباً عن اعتقاده بأن الشركة سوف تتمكن من تقديم خدمة النقل الجوي التشاركي بحلول نهاية هذا العقد.

أما في عام 2021، فقد أشار التقرير إلى أن شركتي "أوبر" و"فولفو" ستقومان بإطلاق سيارة مشتركة ذاتية التحكم بشكل كامل، وذلك بعدما قاماتا بتوقيع عقد لتطوير هذه السيارة التي من المتوقع أن تكون جاهزة للعمل في 2021، أما في العام نفسه فمن المتوقع أن تتوقف شركة /ليفت/ عن توظيف السائقين، حيث يتوقع /جون زيمر/، رئيسها التنفيذي أن تكون:

  • سيارة أوبر ذاتية القيادة التي تعمل بالنزين، بزنس إنسايدر\ كوري بروتين.
  • سيارة أوبر ذاتية القيادة، بزنس إنسايدر، كوري بروتين.
  • غالبية أسطول الشركة ذاتي التحكم وبدون سائقين على الإطلاق بحلول 2021.

وفي عام 2025 يتوقع الخبراء توقف الأميركيون عن امتلاك السيارات، وأن تصبح الملكية الشخصية للسيارات من الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المتوقع أن يشهد العام نفسه، وفقاً لأندرياس رابتوبولوس استخدام نظام التوصيل الجوي على نطاق واسع، وقال: "ستشكل الطائرات بدون طيار جزءاً مهماً من خدمات التوصيل الفورية للتجارة الإلكترونية، وبالنظر إلى الإحصائيات الحالية فإن التجارة الإلكترونية للسلع خفيفة الوزن ستشكل 35 % من إجمالي التجارة الإلكترونية، وبالتالي سيتم شحنها جواً لتخفيف الضغط على الطرقات".

 

وبحلول عام 2025، يتوقع /آري تيمان/ أن تستحوذ الطاقة المتجددة على قطاع النقل، وقال: "خلال السنوات العشرة المقبلة، سنرى منصات الحفر الكبيرة والصناعات الثقيلة تتحول لاستخدام الكهرباء والطاقة المتجددة، كما أننا لن نرى طرقات لإيقاف السيارات، بل ستكون مخصصة للمشي وركوب الدراجات الهوائية".

أما في عام 2028، تخطط شركة "تيرافوجيا" لتوفير سيارتها الطائرة ذاتية التحكم TF-X في الأسواق، بينما يتوقع /جاكي بيردسول/ إنجازات كبيرة حول البيانات في مجال النقل، وقال: "في خضم سباق لحل مشكلات كبيرة ومعقدة ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري لمدة تزيد على قرن كامل، ومجتمع ذي معدل عمر متزايد ويعتمد على حركية الشخص وقدرته على التنقل نجمع كميات غير مسبوقة من البيانات، وهذه البيانات ستمكننا من ابتكار مجتمع جديد، وذكي، وحركي، وذلك بزيادة السلامة وتطوير شبكة نقل متماسكة ومستدامة".

وفي عام 2030، يتوقع التقرير ظهور جيل جديد من الطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتصل إلى /6100/ كيلومتر في الساعة ( 5ماخ)، حيث ستكون هذه الطائرات ذات كفاءة عالية.

وفي عام 2035، قال /آري تيمان/: "في العشرين سنة المقبلة، سيتم تصنيع أغلبية مدننا في مصانع، بحيث نرى مثلاً شاحنة تأتي وتتجاوز جزءاً من الطريق بحاجة للاستبدال، وتقوم برفعه من مكانه، حيث سنشهد زيادة هائلة في الفاعلية لأن كل مدينة بحاجة لمثل هذه الطرقات، كما سيكون لدينا نظام نقل تركيبي، مثل لعبة الليجو، في مدننا".

أما في عام 2036، رأى /أندرياس رابتوبولوس/ أنه سيكون هناك ثورة في السيارات الكهربائية وذاتية التحكم، قائلاً: "ستصبح معظم السيارات على الطرقات ذاتية التحكم وكهربائية، من المتوقع أن يكون الشخص الذي يرغب بقيادة سيارته بنفسه الاستثناء المخالف للتوجه العام، كما سيكون السفر الجوي في العام نفسه -بحسب /برايان تيلوتسون/، وهو زميل تقني أساسي لشركة بوينغ- خالٍ من الاضطرابات الهوائية، حيث أشار إلى أن الشركة تعمل على تطوير تكنولوجيا جديدة قد تجعل الرحلات الجوية خالية من الاضطرابات الهوائية خلال 20 عاماً.

وبحسب /آري تيمانلن/ لن يمتلك أي شخص سيارة خاصة به في عام 2040، وقال: "سنرى المزيد من الطلب على النقل العام. وسنرى المزيد من المركبات المشتركة، وخلال 25 سنة، لن يمتلك أي شخص سيارة خاصة به، سنستعمل جميعاً سيارات مشتركة، وفي الواقع، سيصبح هذا جزءاً من الخدمات الحكومية. أما بحلول عام 2050، سيحلق الركاب على متن طائرات نقل تجارية ذات مقصورات شفافة، حيث تتوقع شركة إيرباص أن تتمتع جميع طائرات النقل التجاري في 2050 بأغشية "ذكية" لجدران مقصوراتها، تسمح للركاب بالرؤية من خلالها. كما سيشهد العام نفسه وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة "فيرجن جالاكتيك" أن تقوم الشركات والوكالات الحكومية بتجاوز العقبات التي تحول دون استخدام النقل الصاروخي من نقطة إلى أخرى.

 

مجلة النقل الإلكترونية

 

المراجع:

  1. هندري لومبارد / البنك الدولي.
  2. مجلة اليوم السابع المصرية.
  3. مجلة ناشيونال الإماراتية.