أخبار الوزارة
وزير النقل في حوار خاص لصحيفة البعث ..لدى الوزارة رؤية متكاملة لتنظيم قطاع النقل الجوي بالكامل
وزير النقل في حوار خاص لصحيفة البعث ..لدى الوزارة رؤية متكاملة لتنظيم قطاع النقل الجوي بالكامل

"المراهنة يجب أن تكون على تأمين الخدمة وعلى إعمال سلطة الطيران بشكل حقيقي وزير النقل يصوِّب المداولات حول قطاع استراتيجي.. النقل الجوي لا يقتصر على “السورية للطيران”

 

في خضمّ الانتقادات الموجّهة للحكومة ومن ضمنها وزارة النقل، على خلفية ما آل إليه وضع المؤسسة العربية السورية للطيران، يتحدّث وزير النقل الدكتور غزوان خير بك عن هذا الموضوع من زاوية ركّز من خلالها على ثلاثة معطيات رئيسة تعتبر القوام الأساسي لقطاع النقل الجوي، وهي: سلطة الطيران ممثلة بالمؤسسة العامة للطيران المدني – المطارات – شركات الطيران وعلى رأسها الناقل الوطني الحكومي، مبيّناً في حديثه الخاص لـ”البعث” أنه يجب العمل على إعادة الأمور إلى السكة الصحيحة عبر تصحيح الثقافة الخاطئة، بحيث يتبيّن للجميع أن قطاع النقل الجوي مترابط متكامل وليس فقط طائرة وإنما هو طائرة ومطار وسلطة، والطائرة أقلّها أهمية.

أهم نقطة
وركّز خير بك على أن أهم نقطة لتطوير “السورية للطيران” والحفاظ عليها تتمثل بتقوية سلطة الطيران، وأن لدى الوزارة رؤية متكاملة لتنظيم قطاع النقل الجوي بالكامل، وبالتالي فإن المراهنة يجب أن تكون على المعرفة الصحيحة لقطاع النقل الجوي، وعلى تأمين الخدمة بغض النظر عن المالك، وعلى إعمال السلطة بشكل حقيقي، لأن هذه السلطة هي المسؤولة عن الأجواء وعن المطارات وعن الطائرات والمعدات الموجودة في المطارات، وهي من تحدّد أن المطار صالح للعمل أم لا، وهي المعنية بالسماح للطائرات بالهبوط أم لا، مشيراً إلى أن التفكير بمؤسسة الطيران بشكل مفرد ضمن قطاع النقل الجوي هو تفكير قاصر ينجم عنه حل ناقص وغير قابل للحياة، فلا يمكن لأفضل طائرات العالم الوصول إلينا والعمل لدينا دون مطار بمواصفات وشروط محدّدة تقبل بها منظمة الطيران المدني العالمية، ومن يحدّد هذه الشروط هي السلطة التي تراقب هذه الشروط والأجواء وهي المسؤولة عن سلامة الطيران، وبالتالي فإن مؤسسة الطيران أمام السلطة عبارة عن مشغّل.
مقاربة
وفي إطار الحديث عن دخول الشركات الخاصة لقطاع النقل الجوي ومنافستها لـ”السورية للطيران”، قدّم خير بك مقاربة بقوله: لم نلحظ أو نسمع هجوماً حول النقل البحري في هذا الإطار وحصة القطاع الخاص منه، علماً أنه يوجد أكثر من 400 باخرة قطاع خاص، بينما لا يوجد سوى ثلاث بواخر صغيرة تابعة للقطاع العام..!. فالمهم –حسب الوزير- هو وجود المرفأ الذي يؤمّن خدمة النقل، إضافة إلى جاهزيته وقدرته على استقبال السفن والبواخر، مؤكداً أنه ينظر إلى الشركات الوطنية الخاصة بمنظار السورية للطيران نفسه، فهي بالنهاية شركات وطنية تؤمّن خدمة للمواطن السوري وللاقتصاد الوطني مع الإشارة بالطبع إلى أن إمكانات السورية للطيران أضعاف إمكانات الشركات الأخرى، مبيّناً أنه يوجد حالياً أربع شركات خاصة منها شركتان دخلتا نطاق العمل والباقيتان لم تباشرا، إضافة إلى نحو 15 شركة طلبت الترخيص، إلا أن اللجنة الاقتصادية اتخذت قراراً بإيقاف الترخيص ريثما يصدر قانون تحرير النقل الجوي الذي أقرّ وهو حالياً قيد التدقيق.
ظروف صعبة
وبيّن وزير النقل أن الظروف الخارجية هي من تحدّ من عمل الوزارة تجاه المؤسسة، ورغم ذلك استطاع العاملون أن يتجاوزوا الكثير وقاموا بأعمال يمكن وصفها بالبطولات ضمن الظروف الصعبة وعدم توفر القطع والأدوات الكافية وضمن جوّ إعلامي ضاغط عليهم حيناً، ووجودهم في منطقة غير آمنة حيناً آخر، فرغم كل هذه الضغوط الشديدة لدى المؤسسة اليوم طائرتان بعد أن تم إصلاح إحداهما من الكوادر الوطنية. ويأتي هذا الاهتمام حسب الوزير من منطلق أن مؤسسة الطيران مؤسسة اقتصادية سورية وطنية لها دور كبير منذ عام 1946 والوزارة حريصة على زيادة هذا الدور وتعميقه لأنها بالأساس ترفع العلم السوري في سماء العالم كله، مضيفاً: يجب التخطيط لمرحلة ما بعد الأزمة لقطاع النقل الجوي والارتقاء به إلى أعلى المستويات، مبيّناً أنه قبل الأزمة وصل عدد الشركات العالمية الخارجية التي طلبت العمل في دمشق إلى 42 شركة، كانت طائراتها تهبط وتقلع في مطار دمشق الدولي وتَعبُر الأجواء السورية وتدفع مقابل ذلك رسوماً وبدلات تعود للخزينة العامة للدولة.
غير ملتزمين
وفي سياق آخر يتعلق بما أثير مؤخراً خلال اجتماع مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال حول قيام الوزير بنقل قيادات نقابية عمالية، أوضح خير بك أن عملية النقل طالت بعض العاملين لاعتبارات تتعلق بالظرف الأمني بعد خروج بعض المناطق من السيطرة، وحدّدت لهم مراكز عمل ومواقع في مناطق آمنة، وبعض مراكز العمل نقلت بالكامل (أي أن التجمع العمالي نقل بالكامل) إلى مكان آخر، مبيّناً أنه تم نقل مركز العمل في فرع دمشق للسكك الحديدية في السبينة بالكامل إلى مركز القدم منذ عام 2012، وحتى مركز القدم تم نقله إلى مركز الحجاز حيث إن المدير والعاملين يداومون فيه حالياً، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء العاملين غير ملتزمين، وهم موجودون قبل عامين من إصدار قرار النقل في الموقع نفسه الذي يعترضون عليه.  وأكد خير بك أنه لم يدْعُ إلى اجتماع العمال مبدياً استعداده لحضور أي اجتماع مع العمال في أية لحظة وأي مكان ومناقشة أي موضوع يرغبون بطرحه.
دمشق – حسن النابلسي

2016-04-25