القطاع البري
لمحة تاريخية

كانت تجارة القوافل بين دمشق والمدن السورية والعربية تستغرق وقتاً طويلاً، إذ كانت مدة مسير القافلة بين دمشق وبيروت أو صيدا 4 أيام، وبين دمشق وطرابلس الشام 6 أيام، وبين دمشق والقاهرة من 20 إلى 25 يوماً، وبين دمشق وبغداد من 30 إلى 40 يوماً، وكانت الرحلة من بيروت إلى دمشق تستغرق أربعة أيام، وفي تموز 1857 وصلت أول قافلة محملة بالبضائع إلى دمشق في الأول من كانون الثاني 1863، وساهم الطريق الجديد في زيادة أعداد المسافرين وكميات البضائع ، فبدأت دمشق تشهد نمواً ملحوظاً.

لم يكن النقل البري السوري هاماً بالنسبة إلى سورية وحدها، بل وبالنسبة إلى عدد من البلدان المجاورة أيضاً، ولاسيما العراق، فقبل الحرب العالمية الأولى كانت بغداد تتصل بسورية عبر طريق بري بدائي تقطعه الجمال والعربات، ويستغرق قطعه /3/ أسابيع قاسية، وفي عام 1922 أخذت السيارات تصل الموصل بحلب، بعد أن يكون الخط الحديدي من بغداد إلى الشمال قد أمن المرحلة الأولى من صلة بغداد بحلب.

وبعد قليل من الزمن أصبحت سيارات فورد، ذات الأربعة مقاعد، تنطلق من بغداد لتصل إلى حلب خلال /3 – 5/ أيام. ومن حلب كان المسافر يأخذ القطار إلى بيروت ومنها إلى لندن، فتستغرق الرحلة /15/ يوماً بعد أن كانت تستغرق عن طريق البصرة /28/ يوماً.

وفي هذه الأثناء تقدمت بعض بيوتات الأعمال الأجنبية في بيروت بمشروع تنظيم خط مباشر بين دمشق وبغداد، تقطعه باصات كبيرة في مدة يومين، أو خلال يوم واحد في الصيف. وتسير هذه الباصات بشكل موكب مصحوب بسيارة مطعم. وبذلك يمكن قطع المسافة بين بغداد ولندن، خلال عشرة أيام بدلاً من /15/ يوماً.

في عام 1926 قامت شركة فرنسية – إنكليزية بشق طريق يصل بيروت بالعراق وطهران.
وقد دشنت شركة  "أوتوروتيير دولوفان" افتتاح الخط. وكانت تلعب دوراً هاماً في تأمين النقل عبر الصحراء، إلى جانب بعض الشركات الأخرى.
وإذا فرضنا أن عدد السيارات في فلسطين نحو ثلاثة آلاف سيارة، فيكون مجموعها في الشام ما يقرب من عشرة آلاف سيارة مختلفة الشكل والصورة. وقد أضرت هذه السيارات بمصلحة بعض السكك الحديدية ففترت أعمالها بعض الشيء لرغبة الناس في السرعة الزائدة.

 

عن كتاب "تاريخ النقل في سورية" - دمشق 2006