وجه وزير النقل المهندس علي حمود كلمة شكر بمناسبة وصول القطار إلى دمشق وهذا نصها:
" تحية الفخر.. تحية الاعتزاز.. تحية الشكر والتقدير.. تحية النصر المؤزر بتضحيات شهدائنا الأبطال (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر)، وبسالة جيشنا الباسل (الجيش العربي السوري) تحت قيادة القائد المفدى السيد الرئيس بشار الأسد.
هنا من هذه الأرض التي تعطرت بأقدام جنودنا الشجعان وارتوت بدمائهم الزكية في سبيل تحريرها وإعادتها من براثن الإرهاب والعدوان، فاقتلعته من جذوره وألحقت به الهزيمة تلو الهزيمة ممهدةً الطريق لجيشنا الخدمي في مؤسسات الدولة لبدء دوران عجلة البناء والإعمار ومحو أثار الارهاب، وهذا ليس غريبًا عن نهجنا في وزارة النقل، فخلف الجيش العربي السوري وفي أعتى معاركه وأشرسها وفي كل زمان ومكان كانت كوادرنا الوطنية تعيد الإصلاح والصيانة والتأهيل المطلوب متجاوزة آثار التعديات الإرهابية والعقوبات والحصار والحرب وتبدأ بث روح الحياة ونبض العمل في منشآتنا الحيوية، من شق الطرق وإعادة تأهيلها وبناء الجسور والمعابر، وإصلاح الطائرات والمهابط والمطارات، وإعادة الإقلاع بعد كل عدوان، وتأهيل المديريات وتقديم الخدمات للأخوة المواطنين بأبسط أشكالها، واليوم كما الأمس تشغيل القطارات وإعادة بناء السكك الحديدية كما فعلناها في حمص وحلب وخنيفيس وحسياء وريف دمشق، وها هي تستقبله اليوم بفرح النصر واستثماره لصالح الحياة الاقتصادية والتنموية وما سيحققه من مردود كبير على خزينة الدولة وانعكاس الوفر على حياة المواطن المعيشية.
قطار دمشق الذي وصل الآن محملاً بألف طن من القمح قادماً من مرفأ طرطوس إلى صوامع السبينة هو إيذان باستئناف حركة النقل بالقطارات من وإلى دمشق وإعادة التشغيل المستمر من اللاذقية وطرطوس وحمص وحسياء وصولاً لدمشق عبر السكك الحديدية.
إن المرحلة الأخيرة من هذا العمل الجبار تمت بغضون شهر واحد فقط وبكوادر عمالنا في مؤسسة الخطوط الحديدية، وشركة إنشاء الخطوط الحديدية فلهم منا كل التحية والشكر والتقدير حيث تم خلال هذا الشهر إعادة تأهيل وصيانة الخط الحديدي من الناصرية وحتى السبينة وهو استكمال لعمليات الصيانة الكلية للخط البالغ /309/ كم من مرفأ طرطوس وحتى صوامع السبينة.
واجهنا حجماً كبيراً من الأعمال وتم تجاوزها رغم ظروف الطقس الحار وفي منطقة صحراوية جافة حيث كان العمل مستمراً على مدار الساعة ليلاً نهاراً، ورغم نقص المعدات الفنية بسبب العقوبات والحصار الجائر، والإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، ورغم هول الأضرار الإرهابية التي تعرضت لها سكة الحديد من سرقة وتخريب وتدمير لمسافات طويلة منها /40/ كم منزوعة السكك كاملةً، في مواقع الضمير وجيرود والبحارية والتركمانية، إضافةً إلى التعامل مع /26/ نفقاً خلفتها المجموعات الإرهابية خلال حفرها للخنادق والأنفاق على جانبي السكة وفي محطات القطارات على مدى تسع سنوات من الحرب.
نعم لقد كان للعمل الجماعي لكوادرنا دور كبير وهام فتضافر جهودهم أثبت القدرة على التغلب على المصاعب وأن لا شيء مستحيل مع الإرادة السورية الصلبة والقوية، هذه الإرادة التي علمت العالم دروس الصبر والمثابرة والقوة والإبداع والتميز ، وهذا هو السوري الأصيل المتشبث بأرضه وحفظ وصون وطنه، العميق بانتمائه لتراب هذا الوطن وجيشه وقائده .
على مدى الأيام الماضية قمنا بجولات ميدانية قدمنا خلالها حوافز تشجيعية مادية ومعنوية بمكافأة العمال المميزين العاملين على أرض المشروع والذين أتوا من مختلف محافظات القطر لمساعدة زملائهم في دمشق.
في الختام ومما لاشك فيه أن عودة حركة القطارات للعمل من المرافئ والمحافظات السورية وربطها مع دمشق سيكون له مردود كبير في تأمين احتياجات المواطنين وسرعة وصولها ونقلها بكميات كبيرة وتخفيض أجور وتكاليف النقل وخاصةً في نقل الحبوب والفيول وغيرها من المواد والبضائع، ولاحقاً نقل الركاب من وإلى دمشق .
بإسم العاملين في وزارة النقل نهدي هذا الإنجاز لصناع النصر أبطال الجيش العربي السوري، معاهدين أبناء شعبنا الأبي أن نكون عند مستوى الثقة والأمانة التي حملناها، وصونها بكل همة ومسؤولية، وبذل الغالي والنفيس تحت قيادة سيد الوطن القائد المفدى السيد الرئيس بشار حافظ الأسد".
والسلام عليكم
دمشق في 8/8/2020