أقامت وزارة النقل يومي (6-7 أيار) ورشة عمل برعاية السيد الدكتور المهندس يعرب سليمان بدر وزير النقل ومديرة بحوث المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث النقل وسلامة المرور (فرانسواز شاتينيه) وبحضور معاون وزير النقل لشؤون تنمية الموارد د. محمود زنبوعة ومعاون وزير النقل لشؤون النقل البري د. راجح سريع ومديري مديريات التدريب والتأهيل والمعلوماتية وعدد من الخبراء والمتخصصين، بحثت في سبل تطوير وإصلاح مدارس تعليم القيادة وإعداد المدربين ومراحل الحصول على شهادة السوق وتعزيز السلامة وفق الأسس العالمية.
وقد عبرت السيدة فرانسواز عن سعادتها الغامرة بزيارة سورية بدعوة من وزارة النقل وأكدت بأن مشاركتها تهدف لتقديم معلومات جوهرية عن نظام التعليم الفرنسي وأحدث توصيات الاتحاد الأوروبي بمجال أسس ومعايير إعداد أساتذة مدربي القيادة والمدربين والطلاب واللجان الفاحصة والمناهج المطلوبة وأضافت بأن السلامة والوقاية من الاصطدامات المميتة أمر ممكن وناجح وفعال عبر التسلح بالمعلومات الضرورية.
ثم تحدث السيد وزير النقل موضحاً بأنه يتقدم نحو ربع مليون شاب كل عام للحصول على شهادة القيادة دون الحصول على مادة علمية متكاملة للتدريب والتعليم، أما اليوم فقط اعتمدت وزارة النقل كتاب (دليل السائق) وهو منهاج علمي مصور لتعليم مبادئ القيادة والسلامة والوقاية من الحوادث وهو مقدم من جمعية (يازا) الدولية وشركات النفط (شل والفرات وتوتال ودير الزور) في سياق الحملة الوطنية للسلامة المرورية التي أطلقت رسمياً في الرابع من أيار يوم المرور العالمي بالشراكة مع وزارة النقل في خطوة جديدة نحو سلامة أكثر على الطرق السورية.
كما أعلن وزير النقل الدكتور يعرب بدر عن بدء خطة لإصلاح نظام منح رخص القيادة ووضع معايير لإعداد أساتذة لمدربي القيادة بالمدارس الخاصة والبالغ عددها /66/ مدرسة بالمحافظات السورية، بحيث يشترط خضوعهم لتأهيل وتدريب أكاديمي على مستوى رفيع.
وكشف خلال ورشة العمل عن توجه الوزارة لحصر دور المدارس الحكومية بالمراقبة والإشراف وإعداد المدربين والفاحصين، على أن تتولى المدارس الخاصة تدريب السائقين.
ممثل جمعية (يازا) الدولية في سورية الأستاذ محمد الكسم والذي شارك بالورشة أكد أهميتها ومستواها الرفيع، حيث بحث المشاركون بشكل تفصيلي الأسس والقواعد الأحدث عالمياً للحصول على شهادة القيادة, حيث تم التأكيد على أهمية دمج التعليم المروري ضمن المناهج التربوية والتعليمية من صف الحضانة ولعمر (15), كما تم شرح نظام منح الرخصة المتدرج في الدول المتطورة, وأسس تأهيل وتدريب عناصر مدارس تعليم القيادة أساتذة ومدربين وفاحصين والتوصيات الأوربية بهذا المجال.
وقد أوضح السيد وزير النقل أن الوزارة تعمل على تطوير عملية إعداد السائقين من حيث التركيز على طريقة القيادة الآمنة من قبل مدربين محترفين, وتطوير نظام التدريب والامتحانات العملية والنظرية, موضحاً أن امتحان الحصول على رخصة القيادة سيتم عبر مرحلتين الأولى تدريب نظري وعملي يليه امتحان يعتمد الأتمتة على الحاسب داخل المدارس العامة للمرحلة الثانية هي الامتحان العملي.
كما وأن المدارس الخاصة سوف تلزم بإعداد الطلاب وأعرب عن طموح وزارته لنقل الامتحان العملي من حقوق المدارس إلى الشوارع العامة عند توفر الأرضية المناسبة والحالات الاحترازية لمنع وقوع الحوادث.
وشدد سيادته أن شهادة القيادة (ليست حقاً لأي كان) كما هو شائع بين البعض بل تكتسب بالعلم والتعلم والخبرة بعد امتحان حقيقي فشهادة القيادة لا تقل أهمية أبداً عن أي شهادة علمية أخرى.
وفي ختام الورشة تم التأكيد على التجربة الفرنسة الرائدة التي خفضت عدد قتلى المرور خلال الأعوام الستة الماضية بنسبة كبيرة تقارب (50%) لتصل لـ (4800) قتيل عام 2007 وذلك عبر الارتقاء بمحاور رئيسية من أهمها: دمج كل قواعد السير والسلامة الطرقية بالمناهج التعليمية واعتماد مبدأ (منح الرخصة المتدرج) بعمر (16) والذي يبدأ بـ (20) ساعة تدريب بمدارس متخصصة ويستمر لعامين برقابة وإشراف من (سائق بالغ خبير ومتمرس)من الأهل أو الأصدقاء وفق قواعد محددة وحسن (تأهيل مدربي السوق والفاحصين) والتشدد (بتطبيق قانون السير) وتركيب (شبكة رادارات) تضبط المخالفات على كل طرق البلاد كل ذلك شكل فرقاً واسعاً وحقق سلامة أكبر واصطدامات أقل على الطرق.