برعاية السيد الدكتور المهندس يعرب سليمان بدر وزير النقل افتتح في دمشق بتاريخ 7/5/208 اجتماعات الاتحاد العربي للنقل البري، وقد تحدث السيد الوزير مرحباً بالسادة أعضاء مجلس الاتحاد من الدول العربية الشقيقة في دمشق العروبة بمناسبة انعقاد الدورة الحالية للجمعية العمومية ولمجلس إدارة الاتحاد والتي تتزامن وتتواكب مع الانعقاد الذي تم منذ فترة ليست ببعيدة لمؤتمر القمة العربية في دمشق وتتزامن مع رئاسة سورية للدورة الحالية لجامعة الدول العربية، وقد نوه سيادته أن المتحدثون أشاروا بكل تأكيد على أهمية دور النقل. فالنقل قطاع لابد منه لتلبية احتياجات كل القطاعات الأخرى ولا تبادل للبضائع والأشخاص بدون تأمين عمليات النقل للأشخاص والبضائع فهذا القطاع يستمد أهمية أولى لارتكاز كل قطاعات النمو الاقتصادي والاجتماعي على النشاطات التي يقدمها النقل بأنماطه المختلفة ولكن النقل يستمد أهمية أخرى لا تقل أهمية عن الأولى كونه أصبح قطاعاً إنتاجياً بحد ذاته. فنشاطات النقل المختلفة الجوي والبري والبحري تشكل نشاطات اقتصادية ذات قيمة مضافة وتساهم بدورها في تحقيق النمو وفي رفع وتيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنظومات الاقتصادية والاجتماعية التي تظهر فيها وتخدمها أنماط النقل المختلفة.
وأضاف سيادته أنه بالنظر لخارطة العالم فإن العالم العربي يتوسط العالم والدول العربية تصل على مر التاريخ بين القارات الثلاث الكبرى التي أسست وكونت الحضارات والتي تشكل حتى الآن الجزء الأهم في العالم وفي النشاط الاقتصادي في العالم.
إن العالم العربي يقع في موقع بسيط ما بين أوروبا وآسيا وافريقيا وهو على مفترق الطرق بين هذه القارات.
والحديث عن النقل بشكل عام والنقل في العالم العربي هام لأنه يستمد خصوصية نظراً لدوره المتميز، أما نقل البضائع والركاب براً فإنه يشكل حتى الآن الحصة الأولى من عمليات النقل، ولاسيما بالنسبة لنقل البضائع لما يمثله قطاع النقل البري والطرقي من مزايا هامة من خلال السرعة والمرونة وإمكانية إيصال البضائع من الباب إلى الباب بهذه الخصائص مازال وما يزال في العالم العربي وفي العالم ككل يشكل نمطاً مهماً ويتلقى الكتلة الأكبر من حجوم النقل للبضائع والركاب ومن هنا فإن للاتحاد أهمية كبرى في توثيق عرى الوصل بين الدول العربية وفي تبسيط وتسهيل إجراءات نقل الركاب والبضائع وإن السجل الناصع لنشاطات الاتحاد يشهد بتحقيق الكثير من خلال جهوده وتضافر جهود أعضائه مجتمعين.
وقد كانت سورية من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على الاتفاقية العربية لنقل الركاب، وأمل سيادته بالسير قدماً نحو اتفاقية نقل البضائع ولاسيما بالشمولية التي طرحها أمين عام الاتحاد من خلال لحظها في بنودها للعلاقات ما بين الشاحنة والناقلة وصاحب البضاعة والتاجر وتمنى سيادته أن ترى هذه الاتفاقية النور وتدخل حيز التطبيق، كما نوه أنه مما لا شك فيه أن التجارب السابقة والتي ذكر مثالاًَ عليها الأمين العام حول اتفاق المرور والمكث الذي وقع بين سورية ولبنان والأردن والسعودية كان لهذا الاتفاق دوراً كبير في تسهيل وتبسيط إجراءات تنقل مركبات الأشخاص والبضائع بين هذه الدول ومع الانضمام المؤخر للسعودية الشقيقة فتح باباً آخر من الدول العربية للانضمام لهذا الاتفاق كانت تنتظر وصل هذا الجسر البري المهم في المملكة العربية السعودية لتبدأ بإجراءات انضمامها للاتفاق وهي اليمن والإمارات العربية المتحدة لما يقدمه من تسهيلات لتنقل البضائع والركاب بين الدول العربية، إن المفارقة التي تطرق إليها السيد الأمين العام ما بين نسبة كلفة النقل من الثمن الأخير للسلعة في العالم العربي وأنها تكون حوالي 60-80% مقابل 20% في الدول المتقدمة تستدعي الوقوف عندها والتفكير بها وإجراء الكثير من أجل ما يقدم لتخفيض هذا الهامش مع الأخذ بعين الاعتبار بأن جزءاً من ارتفاع هذه النسبة والقيمة ربما يعود إلى طبيعة البضائع التي يتم تبادلها بين الدول العربية واختلاف هذه البضائع في طبيعتها وفي قيمتها المضافة عن البضائع التي يتم تبادلها بين الدول الأجنبية المختلفة كلما ازدادت القيمة المضافة المصنعة الأصلية للبضائع كلما انخفض مكون النقل من الكلفة النهائية لهذه البضائع ولكن بالتأكيد هناك جهد مفيد من أجل التخفيض قدر الإمكان بنسبة مكون النقل في الكلفة النهائية للبضائع وينعكس إيجاباً على الرفاه والنمو للعالم العربي وشعوب العالم العربي والتي يهدف الاتحاد لتلبية آمالها من ضمن نشاطاته التخصصية في مجال النقل، وأمل سيادته بأن يكون هناك تمثيل أكبر لشركات النقل في سورية ضمن الاتحاد وبخاصة شركات نقل البضائع الخاصة التي تم تأسيسها في سورية بموجب قانون الاستثمار رقم /10/ والتي بدأت تعمل وتشكل قيمة مضافة مهمة في سوق النقل بين سورية والدول العربية لم تظهر ولم تعلن انضمامها للاتحاد، وهناك المزيد من شركات نقل الركاب في سورية والتي تمارس نقلاً للركاب بين سورية والدول العربية أيضاً لم تجد طريقة للانضمام للاتحاد والسبب في ذلك أن هذه الشركات تتأسس وتمارس عملها بعيداً عن رعاية وزارة النقل وقد يخفى عليها أهمية القيمة المضافة التي تحصل عليها من خلال انضمامها للاتحاد.
بارك السيد الوزير للاتحاد جهوده من أجل طلب المزيد من التعريف بنشاطاته ومزاياه التي ستتحقق من خلال نجاح الاتحاد في تكوين قاعدة البيانات للنقل البري بين الدول العربية وما يمكن أن تقدمه قاعدة البيانات من مزايا تفضيلية للمطلعين عليها من أجل ترشيد وتوجيه أسطولهم البري سواء لنقل البضائع أو الركاب.
وفي ختام كلمته أثنى سيادته على جهود الاتحاد بأنها كانت ناجحة ونيرة في الماضي وسوف تكون كذلك في المستقبل وتمنى للسيد رئيس الاتحاد وأمينه العام والسادة الأعضاء كل النجاح والتوفيق.
كما ألقى بعد ذلك السيد خالد بن إبراهيم النملة رئيس مجلس الاتحاد العربي للنقل البري كلمة فيها كل الحب والتقدير والمودة لانعقاد الاجتماع في ربوع دمشق العرب موضحاً شكره للسيد وزير النقل في الجمهورية العربية السورية لرعايته لهذا الاجتماع ولدعمه المستمر والدائم ولكل ما من شأنه النهوض بالعمل العربي المشترك ليحقق طموحات الأمة العربية في التكامل الاقتصادي العربي والشكر له خاصة لإسهاماته الكبيرة والرئيسية في تسهيل سبل قطاع النقل البري بين الدول العربية والتي لها أهم الأثر في إنجاح العمل العربي المشترك.
لقد رغب أعضاء الاتحاد جميعاً عقد اجتماعاتهم هذه في أحضان الجمهورية العربية السورية تعبيراً منهم للدور الكبير الذي تلعبه سورية في لم شمل العرب ولمواقفها الوحدوية الكبيرة المتعددة.
ثم أضاف السيد رئيس الاتحاد بأن عقد مجلس الإدارة وجمعيته العمومية يأتي في وقت تنهض به همم الدول العربية جميعاً لإعادة تفعيل ودعم منظمات العمل العربي المشترك إيماناً بدورها وإدراكاً لأهميتها كرافعة اقتصادية لاغنى عنها لتشكيل الرديف الأهم للتقارب العربي في وقت تزداد به أهمية التكتلات العالمية والإقليمية ويزداد به الانفتاح الاقتصادي والانفتاح العالمي وتقارب الشعوب وإزالة الحدود والعولمة الاقتصادية التي أصبحت حقيقة ماثلة أمام أعيننا.
وفي ختام كلمته أعرب السيد رئيس الاتحاد عن سعادته لوجوده مع الأشقاء العرب أعضاء الاتحاد في سورية وأنه ليشرفه أن يرفع تحية إكبار واعتزاز إلى سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية حفظه الله معاهدينه على إنجاح الاجتماعات كونها تعقد في سورية بلد النجاح والتقدم وبلد العز الكرامة.
ثم تحدث بعد ذلك السيد الدكتور محمود العبد اللات الأمين العام للاتحاد العربي للنقل البري مؤكداً أنه لمصدر فخر لا يضاهى واعتزاز ما بعده اعتزاز في أن تعقد اجتماعات الاتحاد في ربوع دمشق الفيحاء عاصمة الجمهورية العربية السورية سورية العز والكرامة سورية ذات المواقف العروبية والقومية، وأن احتضان سورية لهذه الاجتماعات لهو أكبر دليل على المواقف العروبية والقومية المستمرة لسورية العرب.
كما تعتز الأمانة العامة للاتحاد بالرعاية الكريمة لمعالي السيد الدكتور المهندس يعرب سليمان بدر وزير النقل لهذه الاجتماعات.
وقد نوه السيد الأمين العام بأن هناك تجربة عربية ناجحة ونموذجية قامت بها كل من سورية ولبنان والأردن وانضمت لهم السعودية وهي دفتر المرور والمكث المؤقت الذي توصلت إليه هذه الدول لتسهيل حركة ودخول السيارات والحافلات بينهما مما أدى إلى اختصار الكثير من الوقت والجهد والتكلفة المالية، وتمنى أن تحذو بقية الدول العربية حذوهم بتطبيق هذه التجربة الرائدة.
وفي ختام كلمته ثم�'ن السيد الأمين العام الدور والجهد الكبير الذي بذلته وزارة النقل لإنجاح هذا الاجتماع.
حفظ الله سورية من كل سوء لتبقى رايتها دوماً عالية خفاقة، وأدام الله عليها نعمة الرخاء والازدهار والتقدم في ظل قيادتها الحكيمة رعى الله السيد الرئيس بشار الأسد وحفظه وأيده بنصر من عنده أنه سميع مجيب. وفقنا الله جميعاً لما فيه خير وصالح أمتنا العربية.