افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 18/8/2008 فعاليات احتفالية الذكرى المئوية لتسيير أول قطار بين دمشق والمدينة المنورة التي تنظمها المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في سورية.
وأكد سيادته أهمية هذه الاحتفالية التي تتزامن مع احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وقال: إن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل حافزاً يدفع بنا لاستعادة الحلم الذي انطلق من هذا المكان منذ مئة عام والذي تجسد بمشروع الخط الحديدي الحجازي الذي يعد بكل المقاييس مشروعاً حيوياً رائداً اختصر المسافات وقرّب الأقاليم العربية وكسر حاجز العزلة وشجع على التواصل ووضع العرب على طريق الحداثة والاستفادة من ثمرات العلم ومنجزات الحضارة والصناعة منذ مطلع القرن العشرين.
كما أشار السيد رئيس مجلس الوزراء إلى أنه على الرغم من تغير الظروف والمعطيات وما تشهده المنطقة من تطور في وسائط النقل المعاصرة يظل الخط الحديدي الحجازي مشروعاً يستحق الاهتمام والمبادرة إلى إحيائه وتجديد خطوطه والربط فيما بينها نظراً لما ينجم عن تشغيله واستثماره من فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياحية تدعم ثمراتها عملية التنمية الشاملة في دول المنطقة.
وأضاف إن الاحتفال بهذه المناسبة تأكيد لمشروعية ما نطمح إلى بلوغه على صعيد التعاون المثمر والبناء الذي نتطلع من خلال تحقيقه إلى إرساء قاعدة صلبة للعمل الاستراتيجي المشترك الذي يجعل منطقتنا مركز استقطاب للمشاريع والاستثمارات الكبرى الإقليمية والدولية مشيراً إلى ما تمتلكه منطقتنا من مزايا ومقومات خاصة من حيث الموقع الجغرافي وتوافر عناصر الطاقة ومواد الإنتاج الأولية والموارد البشرية وتنوع البيئات الطبيعية والسياحية والقرب من مراكز الأسواق التجارية والصناعية العالمية.
من جانبه أشار مرهف صابوني أمين عام الاتحاد العربي للسكك الحديدية إلى الجهود التي تبذلها سورية لتطوير النقل بالسكك الحديدية وربط شبكات السكك الحديدية في الدول العربية بعضها ببعضها الآخر الأمر الذي يمكن الشعوب العربية من التنقل ونقل منتجاتها السلعية عبرها لافتاً إلى ضرورة أن يحتل قطاع النقل الحديدي موقع الصدارة في منظومة متكاملة ومتطورة للنقل العربي وذلك من خلال تكاتف الجهود العربية للعناية بقطاع النقل بمختلف أنماطه عن طريق ربط الشبكات البرية والبحرية بخطوطها الملاحية وموانئها إضافة إلى الشبكة الجوية من خلال فتح الآفاق أمام شركات الطيران العربية وتطوير وتوسيع المطارات العربية.
ودعا صابوني الدول العربية إلى التعاون لإعادة حركة نقل البضائع والركاب على هذا المحور السككي مشيراً إلى الاقتراح الذي قدمه الاتحاد العربي للسكك الحديدية إلى مجلس وزراء النقل العرب لأن يكون الخط الحديدي الحجازي المحور الأول لاقطار المشرق العربي.
هذا وقد استعرض المهندس محمود سقباني المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي المراحل التي مر بها الخط الحديدي الحجازي خلال /100/ سنة مضت مشيراً إلى أهمية النقل بالسكك الحديدية نظراً لقدرتها الكبيرة في نقل الركاب والبضائع وتوفير عناصر الأمان وسلامة البيئة وانخفاض التكلفة الاقتصادية.
ولفت المهندس سقباني إلى أن المؤسسة تعد الخطط المناسبة لتحقيق الربط والتكامل السككي مع الدول والشبكات المجاورة إضافة إلى إعداد دراسة لتنفيذ منظومة لنقل قاطني الضواحي في المنطقة الجنوبية بحيث تتكامل مع وسائل النقل المتاحة داخل دمشق وريفها إضافة إلى استثمار عقارات الخط الحديدي الحجازي مؤكداً أن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على جميع الصعد الاجتماعية والسياحية والتجارية وعلى منظومة النقل في المنطقة.
وتخلل الاحتفال عرض فيلك وثائقي تضن مراحل تطور الخط الحديدي الحجازي والمحطات التابعة له في سورية كما تم تكريم عدد من العاملين القدامى في المؤسسة، وحضر الاحتفال وزراء الإدارة المحلية والبيئة والسياحة والنقل والدولة لشؤون المشاريع الحيوية وأمين فرع ريف دمشق للحزب وعدد من معاوني الوزراء والمديرين العامين ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وبعض سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين بدمشق وحشد من الفعاليات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفنية، يذكر أن فعاليات الاحتفالية تستمر لمدة أسبوع وتتضمن إلقاء محاضرات وندوات حوارية عن الخط الحديدي الحجازي وإقامة معارض للصور الضوئية وافتتاح متاحف الأدوات المحركة والمتحركة والمقتنيات الأثرية والمتحف الحي في محطة القدم بدمشق إضافة إلى إقامة رحلات بالقطار إلى محطتي بصر والمفرق الأردنية.
وضمن فعاليات هذه الاحتفالية افتتح السيد الدكتور المهندس يعرب بدر وزير النقل بتاريخ 19/8/2008 متاحف الأدوات المتحركة والمحركة والمقتنيات الأثرية والمتحف الحي في محطة القدم التابعة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي وذلك ضمن فعاليات احتفالية الذكرى المئوية لتسيير أول قطار بين دمشق والمدينة المنورة وذلك بحضور السيد مدير عام المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي وحشد من الفعاليات الاقتصادية والثقافية ويحتوي متحف المقتنيات الأثرية في المؤسسة عدداً من الأدوات والتجهيزات التي تخص القاطرات والعربات والمعمل والمحطات والتي أصبح بعضها أثرياً ذا قيمة تاريخية في حين لا يزال بعضها في حالة جيدة وصالحاً للاستعمال في المجالات المتعلقة بعمل القطارات.
ويتضمن متحف الأدوات المتحركة والمحركة عشرات القاطرات البخارية القديمة نادرة الوجود في العالم والتي يعود تاريخ صنعها إلى الفترة الممتدة بين عامي 1895 و 1414 إضافة إلى قاطرات الديزل والعربات التي كانت تستخدم لجر القطارات في السنوات الأولى لتأسيس الخط الحديدي الحجازي أوائل القرن الماضي.
ويعد معمل صيانة القاطرات البخارية وعربات الركاب الذي تم تأسيسه في بداية القرن الماضي متحفاً حياً وفريداً في الشرق الأوسط من حيث العدد والعتاد ولاسيما أن معظم أقسامه لا تزال في الخدمة وتعمل بكفاءة عالية حتى الوقت الراهن رغم مرور أكثر من /100/ عام على وضعها في الخدمة.
كما قام سيادة الوزير أيضاً بافتتاح معرض الصور الضوئية في المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي وذلك بحضور الأديبة كوليت خوري والمهندس محمود سقباني المدير العام للمؤسسة وعدد من المعنيين والمهتمين بالخط الحديدي الحجازي.
ويأتي هذا المعرض ضمن احتفالية المؤسسة بمناسبة مرور مئة عام على إنشاء الخط الحديدي الحجازي، ويتضمن المعرض صوراً تجسد عمل الخط خلال المراحل التاريخية له بالإضافة إلى محطاته كمحطة القدم والحجاز ودرعا ومعان وشبكاته الحالية والمستقبلية.
يذكر أن فعاليات الاحتفالية تستمر أسبوعاً وتتضمن محاضرات وندوات حوارية عن الخط الحديدي الحجازي وإقامة معارض للصور الضوئية، إضافة إلى تسيير رحلات بالقطار إلى محطتي بصرى والمفرق الأردنية واحتفال مشترك مع المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في الأردن.