شهدت مدينة طرطوس عند الثانية من ظهر يوم السبت 30/5/2009 انطلاق أول رحلة قطار من طرطوس إلى بغداد محملاً بـ 800 طن من الحديد بحضور الدكتور المهندس يعرب بدر وزير النقل والدكتور عاطف نداف محافظ طرطوس والسيد نبيل السيوري مدير عام الجمارك والسيد جورج مقعبري مدير عام الخطوط الحديدية السورية.
وقد انطلقت الرحلة الأولى قبل موعدها المقرر في أول حزيران ويتوقع وصولها إلى بغداد خلال ثلاثة أيام نصفها في سورية والنصف الآخر في الجانب العراقي.
وقد أكد الدكتور المهندس يعرب سليمان بدر وزير النقل قبيل انطلاق الرحلة أن العمل بمصداقية وبوتيرة عالية ساعد على انطلاق الرحلة قبل موعدها المحدد وأنها تشكل بداية طيبة.
ويعتبر هذا القطار أول قطار ينطلق وهو يحمل البضائع من مرفأ طرطوس إلى العراق الشقيق، حيث قام السيد الوزير أيضاً بتفقد العمل في الباخرة "مورننغ ليسا" التي ترفع علم بنما وتحمل /8000/ سيارة والتي ستقوم بتفريغ /3085/ سيارة في مرفأ طرطوس وهي من البواخر الضخمة التي تزور سورية لأول مرة.
من جانبه أكد المهندس جورج مقعبري المدير العام للخطوط الحديدية السورية أن هذا القطار يحمل 800 طن من الحديد التي وردت عن طريق مرفأ طرطوس ومقصدها العراق وسوف تستغرق رحلته من طرطوس حتى الحدود السورية العراقية في اليعربية 36 ساعة، وعند نقطة الحدود المذكورة سيتم تبديل رأس القاطر السوري بآخر عراقي ليتابع هذا القطار رحلته إلى بغداد مقصد هذه البضاعة وسوف يقطع خلالها مسافة 1429 كم منها 894 كم في الأراضي السورية والباقي في الأراضي العراقية.
وأضاف أن الجانب العراقي وعد بتسريع رحلة القطار داخل الأراضي العراقية بحيث لايقل الزمن الذي ستستغرقه الرحلة داخل الأراضي العراقية عن الزمن داخل الأراضي السورية وصولاً إلى بغداد أي 36 ساعة وعن التسهيلات والمزايا التي قدمتها مؤسسة الخطوط الحديدية السورية للنقل بالقطارات إلى العراق نوه المهندس مقعبري: إن أجرة نقل الطن الواحد من مرفأ طرطوس إلى بغداد 26.5 يورو أي حوالي 35 دولاراً أمريكياً وهي أقل من أجور النقل بواسطة السيارات التي قد تصل إلى 50 أو 60 دولاراً للطن الواحد، كما أن النقل بالقطارات معفى من رسوم الترفيق الجمركية والقطار والبضاعة مؤمن عليهما، كما تم وضع مفوضين تجاريين على نقطة الحدود السورية العراقية من أجل إنجاز البيانات الجمركية الخاصة بالبضائع المنقولة بالقطارات وبسرعة وهم مفوضون بالتوقيع على هذه البيانات وإعادتها إلى مديرية جمارك طرطوس من أجل إتمام الإجراءات وهنالك إعفاءات من أجور النقل بنسب سنوية تصاعدية وتسمى "رديات" حيث إن من ينقل خلال العام الواحد كمية خمسة آلاف طن بالقطارات ترد له مع نهاية العام نسبة 5% من أجور النقل وتتصاعد هذه النسبة لتصل إلى رد 25% من أجور النقل في حال شحن الناقل كمية 75 ألف طن من البضائع خلال العام الواحد، أما بالنسبة لعدد ومواعيد تسيير القطارات من مرفأ طرطوس إلى العراق فإن هذا يتوقف على توفير البضائع بقصد الشحن إلى العراق وحسب توفرها سيتم تحديد عدد القطارات ورحلاتها وربما يتم في اليوم الواحد تسيير أكثر من رحلة.
وبدوره أكد مدير مرفأ طرطوس أهمية الخطوة بانطلاق أول قطار من مرفأ طرطوس إلى العراق والتي جاءت نتيجة تضافر الجهود لإنجاح هذه الخطوة التي ستبدأ في المرحلة الأولى إلى بغداد وفي مراحل لاحقة إلى ميناء أم القصر في العراق ومن ثم إلى الخليج العربي وما بعد دول الخليج.
ووصف نجيب هذا المشروع بالقناة الجافة التي ستكون بأهميتها مستقبلاً كأهمية قناة السويس، وخاصة أن هذا الخط الجديد يوفر الوقت والتكاليف ويقدم مصلحة للجميع سواء الدول الأوروبية والأميركيتين وشمال أفريقيا فهو يصل البحر المتوسط بالخليج العربي، وأكد نجيب وجود تنسيق كامل بين جميع الجهات المعنية "جمارك، مرفأ طرطوس، الخطوط الحديدية.." لتذليل الصعوبات التي من الممكن حدوثها بهدف الوصول إلى مستوى الطموح الذي أقيم هذا المشروع من أجله.