تركز الاجتماع التقييمي لوزارة النقل حول مناقشة وتقييم ما تم تنفيذه من الخطة الاستثمارية والإنتاجية لعام 2009 في قطاعات النقل البري والجوي والبحري.
و تناول الاجتماع عرض للمذكرة المقدمة من مديرية الإحصاء والتخطيط التي بينت أن الناتج الإجمالي للمؤسسات والشركات ذات الطابع الاقتصادي في الوزارة وصل خلال العام 2009 إلى 669ر19 مليار ليرة سورية أي بزيادة مقدارها 77ر16 بالمئة مقارنة مع عام 2008 بينما بلغ مجموع الإيرادات الفعلية المحققة في الوزارة والجهات التابعة لها 175ر32 مليار ليرة سورية وبنسبة زيادة قدرها 8ر2 بالمئة.
وبين نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدر دري أن قطاع النقل حقق تغيرا نوعيا خلال السنوات الأربع الماضية بالرغم من التحديات التي واجهته إذ حقق ارتفاعا في إجمالي الناتج المحلي له ارتفع من150ر97 مليار ليرة سورية عام 2005 إلى 131 مليار ليرة عام 2008 مشيرا إلى أهمية المفاهيم الجديدة التي بدأت تترسخ في هذا القطاع لاسيما فيما يتعلق بخدمة المواطنين والعلاقة مع المستثمر الخاص ودراسات الجدوى الاقتصادية والفصل بين كل من البعدين الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار الدردري إلى أن النمو الذي يشهده الاقتصاد السوري يحتاج في المرحلة القادمة إلى قطاع نقل قوي يتميز بقدرات تخطيطية وتنظيمية متكاملة قادرة على تحقيق الطموحات في رفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي ليصل إلى ما يزيد على 5ر6 بالمئة.
بدوره أكد الدكتور يعرب بدر وزير النقل أن دور لاجتماع حسن الالتزام بتنفيذ الخطة الاستثمارية ويهدف إلى كشف النقاط المضيئة وتعزيزها وكشف النقاط السلبية ونقاط الضعف وأسبابها لتخطيها مشيراً إلى أن نسب التنفيذ تراوحت في الجهات التابعة للوزارة بين 4ر96 في المديرية العامة للموانئ و100 بالمئة في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية وأن نسبة تنفيذ خطة تنمية الموارد البشرية بلغت 03ر98 بالمئة في حين بلغ إجمالي فائض الموازنة 713ر4 مليارات ليرة سورية وبزيادة مقدارها 32ر31 بالمئة عن عام 2008.
وفيما يتعلق بقطاع النقل البحري لفت الدكتور بدر إلى أنه تم بدء العمل بعقد محطة الحاويات في مرفأ اللاذقية واستلام روافع كانتري كرين لمرفأي طرطوس واللاذقية بقدرة 50 طنا وكذلك توريد منظومة لضبط الحركة الملاحية فيهما والبدء بتدريب كادر فني على التشغيل ليتم وضعها في الاستثمار إضافة لاستلام السفينتين الجديدتين لاوديسيا حمولة 12741 و فينيقيا حمولة 19000 طن من المؤسسة العامة للسفن وتجهيز مركز البحث والإنقاذ البحري بالمعدات اللازمة.
وبالنسبة لقطاع النقل بالخطوط الحديدية أوضح الدكتور بدر أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع تدعيم انهيارات السكة في كفر العواميد وأن الموقع أصبح جاهزا للاستثمار بداية الموسم الصيفي من العام الجاري إضافة لتشغيل قطار الركاب الترين سيت بين حلب وغازي عينتاب ووضع الخط الحديدي الحجازي بين الربوة والفيجة على خط دمشق سرغايا بالاستثمار الفعلي حيث يتم تسيير رحلات الموسم السياحي بشكل يومي على هذا المحور.
وأضاف أن وزارة النقل تقوم حاليا بمتابعة مشروع مترو دمشق من خلال اللجنة الفنية المشكلة من قبل محافظ دمشق واللجنة العليا للنقل للاطلاع على التوجيهات الأساسية في الدراسة وضمان التكامل بين وسائط النقل المختلفة لاسيما أنها شاركت في تنسيق مراحل دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لهذا المشروع.
وفي قطاع النقل الجوي والمطارات أشار وزير النقل إلى أنه بدء بالتفاوض لاستئجار طائرتي توبو ليف من روسيا وشراء طائرتي ا تي ار من قبل فرنسا وتم استئجار طائرة بوينغ 767 بسعة 266 راكبا من شركة الخطوط الأردنية لتغطية موسم الحج إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم مع الجانب الروسي لاستئجار طائرتين بغاية الشراء وكذلك تمت معايرة أجهزة الهبوط الآلي أي ال اس بعد تعطل عدة سنوات ودخلت بالخدمة في جميع المطارات السورية.
كما تم تكييف مبنى المراسم بمطار دمشق الدولي وتركيب برنامج متطور في مؤسسة الطيران العربية السورية يقوم بتحليل الرحلات وإظهار المعلومات الخاصة بالطائرة أثناء تنفيذ الرحلة إضافة لصدور المرسوم التشريعي رقم 34 الذي نص على إضافة رسم المغادرة على التذكرة ما ينعكس إيجابا على تطوير المطارات بشكل عام من خلال عوائد ضريبة خدمة المطارات.
وحول قطاع النقل الطرقي بين الوزير بدر انه بعد أن تم انجاز دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع طريقي الحدود التركية الحدود الأردنية وطرطوس حمص الحدود العراقية لتنفيذها وفق نظام بي او تي تقدمت 9 شركات عالمية للتأهيل المسبق إضافة لوضع العديد من العقد الطرقية والجسور والمعابر والأنفاق في الخدمة ليصل العدد الإجمالي للقائم منها حاليا إلى 473 . ولفت إلى أنه تم أيضا انجاز العديد من الطرق الحدودية كطرق تل أبيض الحدود التركية والمنطقة الحرة السورية الأردنية وحلب إعزاز السلامة.
كما أوضح أن الصندوق التعاوني للعاملين في الوزارة وقع عقد تأمين صحي شامل يعد الأول من نوعه في جهة حكومية مع المؤسسة العامة السورية للتأمين بهدف تخفيف العبء المادي على العاملين. وحول السلامة المرورية بين وزير النقل انه حصل تناقص بعدد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية بنسبة 10 بالمئة مقارنة مع عام 2008 وذلك من خلال التشدد بتطبيق قانون السير الجديد وتكثيف حملات التوعية المرورية وتنفيذ أعمال الصيانة لتحسين شبكة الطرق المركزية وتزويدها بالشاخصات والطلاء.
وفي ختام الاجتماع قام النائب الاقتصادي السيد عبد الله الدردري ووزير النقل الدكتور يعرب بدر ونائب رئيس اتحاد نقابات العمال عزت الكنج بتكريم عائلة الشهيد القبطان عبد الرحمن حمادة الذي قام بعمل بطولي بإنقاذه الباخرة التي يقودها وطاقمها وإيصالها إلى الشواطئ سالمة بالرغم من إصابته البالغة التي تعرض لها لدى اعتراض القراصنة الصوماليين سفينته التي كانت تنقل 7000 طن من المساعدات مقدمة من منظمة الفاو للشعب الصومالي.
كما تم تكريم عدد من العمال المتميزين في مختلف قطاعات النقل البحري والبري والجوي تقديرا لجهودهم في تطوير وتحسين العمل في قطاعاتهم.