عقد الاجتماع الأول للجنة النقل المشتركة السورية الإيرانية بتاريخ 4/8/2010 في فندق الديديمان بدمشق بحضور الدكتور يعرب بدر وزير النقل في الجمهورية العربية السورية والسيد حميد بهبهاني وزير الطرق والمواصلات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق.
أشاد د.بدر بالمستوى المتميز للعلاقات السياسية الرفيعة التي تربط بين البلدين الصديقين بقيادة وتوجيهات القائدين الكبيرين السيد الرئيس بشار الأسد والسيد الرئيس محمود أحمدي نجاد مشيراً إلى أن هذه العلاقات المتميزة تأتي لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين في مواجهة مايحاك لهذه المنطقة من مخططات مؤامرات لتفكيكها والسيطرة على مقدراتها مؤكداً على المزيد من التعاون في مجال العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتجاري والتي تشكل النقل الشريان الأساسي الذي يمكن أن تتم عبره عمليات تبادل البضائع و الأشخاص.
ولفت د.بدر إلى إحداث مركز وطني متخصص للبحوث التطبيقية للنقل في سورياوأمل أن يحظى بتعاون من خلال المراكز البحثية التخصصية الإيرانية المتقدمة في قطاعات النقل مشيداً بجهود الفنيين والنتائج التي تم التوصل إليها خلال اليومين الماضيين وجهود السفارة متمثلة بسعادة السفير من خلال التنسيق بين الطرفين للوصول للنتائج المرجوه.
وأكد د.بدر على ضرورة التعاون والتنسيق بين الطرفين للوصول لأفضل النتائج بما يحقق مصلحة البلدين وترجمة توجهات القيادتين للارتقاء بمستوى العلاقات في كافة المجالات إلى المستوى الرفيع الذي وصله التفاهم السياسي بين البلدين.
بدوره السيد حميد رضا بهبهاني وزير الطرق والمواصلات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر عن مدى عمق العلاقات السورية الإيرانية مبيناً الهدف من الزيارة في الدرجة الأولى هو نقل مشاعر الحب والاحترام من الشعب الإيراني إلى الشعب السوري قائدا وشعباً منوهاً إلى مدى شعبية ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد لدى الشعب الإيراني إضافة إلى بحث سبل تطوير وتعزيز علاقات التعاون في مجال النقل مشيراً إلى الأعمال المستقبلية كإحياء طريق الحرير الذي يمتد من لبنان إلى سوريا والعراق وإيران وبلدان آسيا الوسطى والصين ومن لبنان باتجاه أوروبا لافتاً إلى الربط الطرقي والسككي وتأهيل حافلات القطارات وزيادة عدد الرحلات الجوية وتفعيل اتفاقيات التعاون بين الموانئ السورية والإيرانية وتطوير قطاع الشحن والنقل بما يخدم حركة انتقال الأفراد وانسياب السلع والبضائع بين البلدين.
وأشار السيد بهبهاني إلى المشاريع التي أنجزت من قبل الجانب الإيراني في سوريا وهي عشرة صوامع حبوب ومعمل اسمنت حماة ومصنع للسيارات مشترك بالإضافة إلى مصنع زجاجا ومشروع إيصال المياه إلى سهول حلب وإصلاح /118/ محولة كهرباء.
وتم التوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون المشترك والتي تضمنت عدة مواضيع في مجالات النقل الطرقي والبري والبحري حيث اتفق الجانبان مجال النقل الطرقي على تشجيع القطاع الخاص من البلدين على إنشاء شركات نقل خاصة مشتركة حسب الأنظمة والقوانين النافذة في كلا وتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين بتاريخ 19/5/2004 في مجال الطرق والجسور من خلال تقديم كل ما يلزم في مجال التعاون الفني والهندسي والتدريبي والبحث العلمي.
وفي مجال النقل البحري اتفق الجانبان على أهمية الاستفادة من خبرة الجانب الإيراني في تدريب الكوادر البحرية السورية و ضرورة الاستخدام الأمثل للفراغات المتاحة على سفن البضائع العائدة للطرفين بما يحقق زيادة قي حجم المبادلات التجارية بين البلدين وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
1- أما فيما يتعلق بالنقل بالخطوط الحديدية فقد الجانبان على متابعة انجاز ما اتفق عليه في محضر الاجتماع الموقع بين المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية وشركة واكن بارس بشان العقود المبرمة معها والكفالات المالية الخاصة بها بتاريخ 27/4/2010م وإنهاء المسائل العالقة في اقرب وقت ممكن . وتم تم التطرق لفكرة عقد اجتماع ثلاثي سوري – إيراني – عراقي بهدف بحث الربط السككي بين البلدان الثلاثة إضافة إلى على تبادل الخبرات السككية والدورات التدريبية بين سورية وإيران.
وفي مجال النقل الجوي اتفق الجانبان على قيام الخطوط الجوية الإيرانية تشغيل رحلتين إضافيتين أسبوعياً على مقطع طهران / دمشق / طهران بالإضافة إلى الرحلات الخمسة النظامية المتفق عليها سابقاً بين الجانبين وذلك اعتباراً من موسم صيف 2011 بعد التوقيع على اتفاقية مشاركة بالرمز (CSA) على هاتين الرحلتين وعلى أن يتم تعديل مذكرة التفاهم الموقعة بين سلطتي الطيران المدني في كلا البلدين لتضمين هذه الزيادة في عدد الرحلات مع ضرورة عقد اجتماع بين النواقل الثلاث (السورية والإيرانية والفنزويلية) للاتفاق على آلية بيع مقاعد الخطوط الفنزويلية لمقطع دمشق / طهران / دمشق للمساعدة في جدوى تشغيل هذا الخط وأعرب الجانب الإيراني عن استعداده لتقديم كافة الخدمات والمساعدات والدعم الفني لصيانة طائرات السورية وتعميرها ولكافة الطرازات.
حضر الاجتماع السادة معاونو الوزير وبعض المدراء العامين والمركزيين والسفير الإيراني في دمشق وسفير دمشق في إيران والوفد المرافق للوزير الإيراني .
وفيما يلي النص الكامل لكلمتي السيدين وزيرا النقل السوري والايراني في حفل توقيع مذكرة التفاهم :
كلمة الدكتور يعرب سليمان بدر وزير النقل في الجمهورية العربية السورية :
معالي الدكتور حميد رضا بهبهاني وزير النقل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اسمحوا لي أن أرحب بكم أجمل ترحيب مع الوفد المرافق في بلدكم الثاني سورية وأن أشكركم من كل قلبي على تلبية الدعوة لعقد هذا الاجتماع للجنة النقل المشتركة السورية الإيرانية.
اسمحوا لي بهذه المناسبة أن أشيد بالمستوى المتميز للعلاقات السياسية رفيعة المستوى التي تربط بين البلدين الصديقين بقيادة وتوجيهات القائدين الكبيرين الرئيس الدكتور بشار الأسد والرئيس محمود أحمدي نجاد.
وهذه العلاقات المتميزة تأتي لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين في مواجهة ما يحاك لهذه المنطقة من مخططات ومؤامرات تهدف إلى إضعاف شعوبها والسيطرة على مقدرات هذه الشعوب وما الحصار الأمريكي الجائر على البلدين الصديقين ، والعقوبات الأحادية الطرف التي تفرض على هذا البلد أو ذاك إلا إثباتات متكررة على وجود هذه النية العدوانية لتفكيك هذه المنطقة والسيطرة على مقدراتها.
وتأتي محاولة الأمس للتسلل من قبل قوات الاحتلال الصهيونية على الأراضي اللبنانية الشقيقة إثباتاً جديداً على وجود نية عدوانية متأصلة ومستمرة لتفكيك هذه المنطقة.
بالأمس ، المقاومة الباسلة للجيش اللبناني أجهضت هذا التسلل وبالأمس ،كما اليوم، كما في المستقبل التعاون القائم بين البلدين يشكل قلعة منيعة لإجهاض كل محاولات التسلل وهذا ما يدفعنا سوية إلى المزيد من التعاون في مجال العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتجاري والتي يشكل النقل أساس تبادلها والشريان الأساسي الذي يمكن أن تتم عبره عمليات تبادل البضائع والأشخاص.
ومن هنا تأتي الأهمية الكبرى لزيارتكم الكريمة اليوم على رأس وفد رفيع المستوى يضم كبار المسؤولين في وزارة النقل الإيرانية.
وقد قام الفنيون ،مع كل الشكر والتقدير لجهودهم ، خلال اليومين الماضيين ببذل جهود كبيرة للاتفاق على تعميق وزيادة أواصر التعاون في مجالات النقل المختلفة والتي تشمل زيادة عدد الرحلات الجوية المتبادلة بين سورية وإيران ، زيادة سعة النقل بالقطارات في المواسم التي تقتضيها الضرورة من أجل زيادة حجم التبادل البشري بين البلدين بالقطار ، التنسيق مع الجهات المعنية لإزالة وتخفيف العقبات التي تمنع حركة الأفراد والبضائع بين البلدين ، والتعاون القائم في مجالات النقل ولاسيما البحث العلمي في مجالات النقل المختلفة.
كنت سعيداً بمعرفة المستوى الذي وصلته إيران الصديقة في هذا المجال من خلال وجود خمسة مراكز بحثية متخصصة في قطاعات النقل المختلفة، وفي الوقت الذي نعد فيه العدة لإحداث مركز وطني متخصص للبحوث التطبيقية للنقل في سورية، نأمل أن يجد هذا المركز كل العون من خلال المراكز الأقدم والأكثر خبرة التي تم إنشاؤها وتطويرها في إيران الصديقة.
أحيي جهود الفنيين والنتائج التي تم التوصل إليها خلال اليومين الماضيين وأحيي الجهود التي بذلتها السفارة الإيرانية في دمشق والصديق العزيز الدكتور سفير إيران في دمشق وسفير دمشق في إيران.
وكان للدكتور السيد أحمد الموسوي الفضل في حسن التحضير لهذه الاجتماعات ومتابعتها بشكل مكثف والتنسيق بين الطرفين للوصول للنتائج المرجوة .
مع تكرار ترحابي بكم معالي الدكتور بهبهاني آمل أن نوفق جميعاً في تحقيق النتائج المرجوة وترجمة توجهات القائدين الكبيرين الرئيس الدكتور بشار الأسد والرئيس أحمدي نجاد بالارتقاء بمستوى العلاقات في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل بين البلدين إلى المستوى الرفيع الذي وصله التفاهم السياسي بين البلدين.
كلمة السيد حميد رضا بهبهاني وزير الطرق والمواصلات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية :
بسم الله الرحمن الرحيم أود أن أحيي وأسلم على الأخوة والأخوات الحاضرين في هذا الاجتماع خاصة زميلي معالي الوزير ومعاونيه المحترمين النشيطين كما أتقدم بالشكر والتقدير إلى زملائي في وزارة النقل الإيرانية وكذلك نظرائهم من الجانب السوري على ما تجشموه من عناء خلال اليومين من العمل الدؤوب بالتوصل إلى تفاهم في شتى المجالات والحقيقة أن العلاقات السورية الإيرانية لا يمكن أن توصف بكلمات بسيطة.
سيمضي حوالي ثلاثين عاماً على هذه الصداقة الوطيدة وإذا أردنا أن نشبه هذه العلاقات فإنها تشبه إلى حد كبير شجرتين عملاقتين نمتا سوية وقامتا بدعم بعضهما لبعضهما الآخر ولا يمكن لأي فأس أن تفصل بين هاتين الشجرتين وأي فأس يستخدم للنيل منهما سيمتد إلى نحر هؤلاء الذين يمسكون بهذا الفأس ولحسن الحظ أضيفت شجرة ثالثة وهي شجرة المقاومة التي جعلت من الشجرات الثلاث أكثر قوة من خلال الوحدة بين إيران وسوريا والمقاومة، ولحسن الحظ في السنوات الأخيرة خاصة في وقتنا الراهن توصلت أميركا وإسرائيل إلى نتيجة أن لا يمكن اختراق هذه الشجرات وما يطرح على المستوى الدولي من كلام حول بذل الجهود للتوصل إلى سلام في الحقيقة هذا السلام يبدو بعيداً وإنهم فقط يريدون توفير الفرصة لإسرائيل لالتقاط الأنفاس ومنذ البدء باليوم الذي تم الحديث عن عملية السلام لاحظنا الوتيرة المتسارعة في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة هذا يدل على أنه لا يوجد أي دافع للسلام لديهم بل دافع للتوسع وهذا في الحقيقة توسع أو تشاطر من جانب العدو تحت مظلة الزعم بالتوجه نحو السلام ولحسن الحظ من خلال تجارب السنوات الماضية أثبتت إيران وسورية ولبنان أنها ثلاثة بلدان قوية ولا يمكن للعدو أن ينال منها أبداً.
إن الهدف من زيارتنا إلى الجمهورية العربية السورية واللقاء مع معالي السيد وزير النقل السوري – أتينا من أجل نقل مشاعر الشعب الإيراني إلى الشعب السوري الصديق – في الحقيقة أتينا لكي نعبر عن مدى الحب والاحترام الذي يتمتع بها فخامة الرئيس بشار الأسد لدى الشعب الإيراني ومدى المودة التي يكنها الشعب الإيراني للشعب السوري.
وخير دليل على مدى عمق هذه المودة التي يكنها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سورية هو أنه أختار أفضل معاونيه ليكون سفيراً له في سورية وإحدى الأعمال الهامة المستقبلية للبلدين هي أحياء طريق الحرير الذي يمتد من لبنان إلى سوريا والعراق وإيران ثم إلى بلدان آسيا الوسطى والصين ويمتد من لبنان باتجاه أوروبا.
في السنوات البعيدة كان الناس يستخدمون الخيول والجمال لقطع هذا الطريق ولكن في يومنا هذا علينا أن نستخدم السكك الحديد.
لقد تقدمت علاقتنا السياسية وعلى وزراء البلدين المضي قدماً للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية نحو المستوى المنشود.
في إيران لدينا خمس مصانع لصنع عربات القطار ومحركات القطار وأهم مصنع هو شركة واكن باريس والمدير التنفيذي لهذا المصنع يرافقنا في هذه الزيارة وأيضاً مصنع المحركات وحالياً تعمل هذه الشركة الإيرانية في إنشاء محطتي كهرباء.وإيران على استعداد وقادرة لتأهيل الخبراء في سوريا الشقيقة في مجال السكك الحديد.
في مجال المرافئ والموانئ هناك مرفأين وميناءين يمكن أن يكون هناك توأمة فيما بينهما لكي يكونا مكملان لبعضهما الآخر .
بالنسبة للقطارات السورية يمكن إعادة تأهيل هذه القطارات ، وإيران قادرة على صناعة مختلف الشاحنات في سورية بسعات مختلفة وقدرات متنوعة وكذلك حافلات متقدمة جداً في المجال السياحي.
إن بلدينا يتمتعان بتاريخ عريق جداً وهما بلدان سياحيان هامان في العالم ولحسن الحظ لاحظنا الزيادة في عدد الزوار الإيرانيين الوافدين إلى سوريا.
وأن يقوم أبناء الشعب السوري لزيارة مرقد الإمام رضا والقيام بالسياحة في إيران من واجبنا كوزراء أن نحث الناس في البلدين على زيادة التواصل وأن ننوه لوزيري الساحة في البلدين لزيادة هذا التواصل.
بالنسبة للتعاون في مجال النقل البري سوف نحاول زيادة عدد الرحلات وفي هذا الفريق يرافقنا المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإيرانية.
ما أرجوه من زميلي معالي السيد الوزير هو أن الزوار الإيرانيين يمضون حوالي 60 ساعة في طريقهم إلى سوريا عندما يصلون إلى الأراضي التركية ينتقلون من القطارات إلى الباخرة في بحيرة ( باك ) ثم يواصلون طريقهم عبر القطارات السورية بالقطارات السورية – ما نتوقعه من معاليكم هو الارتقاء بنوعية وسوية هذه القطارات نحن في إيران في يومنا هذا ننشئ الترانزيت وقطاراتنا حديثة وسريعة ومتقدمة.
ولكي نشير إلى مدى الأهمية التي تتمتع بها العلاقة بين البلدين أود أن أشير إلى المكالمة التي جرت مساء أمس بين فخامة الدكتور الرئيس بشار الأسد وفخامة الدكتور أحمدي نجاد.
والحقيقة هذه تشكل رسالة إلى العالم أجمع بأنه لا يمكن لأي جهة أن تمس الوحدة القائمة والوطيدة بين إيران وسوريا ولبنان.
والختام أشير إلى بعض المشاريع التي أنجزتها إيران في سوريا على سبيل المثال معمل الإسمنت في حماه وأيضاً عشر صوامع للحبوب وإنشاء مصنع للسيارات مشترك وإنشاء مصنع زجاج وإنجاز مشروع إيصال المياه إلى سهول حلب وإصلاح /18/محولة كهرباء من قبل شركة (سانيل) وهذه بعض الأمثلة من مجموع هذه المشاريع.
نحن نتفاءل خيراً في هذا الاجتماع الأول للجنة المشتركة وأدعو معالي السيد الوزير للمشاركة في الاجتماع الثاني للجنة المشتركة في العام القادم في إيران مع الوفد المرافق .
وكذلك دراسة القرارات التي اتخذناها بالأمس ويومنا هذا في الاجتماعات وأن نقوم بالمتابعة اللازمة لتنجز هذه الاتفاقات.