ألقى د.يعرب سليمان بدر وزير النقل محاضرة بتاريخ 19/3/2011 تحت عنوان " قطاع النقل البحري وتنوع فرص العمل فيه "، تناول من خلالها الحديث فيها عن قطاع النقل البحري وطبيعته ومجالاته المتعددة وآفاق العمل فيه.
بدأ د.بدر محاضرته بالحديث عن أهمية النقل للسلع والبضائع والاشخاص والذي لا يمكن لأي نشاط أن يتم بدونه، مقدماً عرضاً عن تاريخ النقل الذي يعد عاملاً اساسياً في تبادل الأفكار والمعارف والثقافات، إضافة إلى كونه عاملاً اساسياً في ظهور المدن وازدهار الحضارات والممالك.
ثم تحدث السيد الوزير عن تيارات النقل الكبرى في العالم المعاصر مبيناً أن النقل البحري يحتل 90% من حجم التجارة العالمية.
وأشار د.بدر إلى أهمية موقع سورية الجغرافي المتميز كنقطة وصل بين تيارات النقل الكبرى مؤكداً على تنفيذ توجيهات سيادة رئيس الجمهورية بربط البحار الخمسة " بحر قزوين، البحر الاسود، البحر الابيض المتوسط، البحر الأحمر، بحر العرب".
وبيّن د.بدر أن عدد العاملين في قطاع النقل في سورية أكثر من 374 ألف عامل حسب إحصائيات 2008، منهم حوالي 43 ألف في القطاع العام و330 قطاع خاص، مشيراً إلى أن قوة العمل الأساسية في ميدان النقل السوري هي في القطاع الخاص.
ثم تحدث السيد الوزير عن ضرورة مواجهة التحديات المستقبلية بالاعتماد على المختصين في مجالات النقل المختلفة، وذلك من خلال الإعداد للعمل كالإعداد المهني النوعي مثل سائق القطار والبحار وسائق رافعة الكانتري ...الخ، والإعداد الجامعي كالهندسات والحقوق وإدارة الإعمال ..، بالإضافة إلى الإعداد المتخصص كقيادة السفن والطائرات والملاحة البحرية والجوية وإدارة وتخطيط نظم النقل وهندسة النقل والمواصلات.
وبيّن د.بدر أهمية قطاع النقل البحري ومساهمته في الحياة الاقتصادية وآفاق العمل وفرص النجاح فيه، مشجعاً بذلك جيل الشباب على العمل في هذا القطاع، لافتاً إلى أن عدد العاملين في قطاع النقل البحري يصل إلى 25939 ألف عامل ضمن الوكالات البحرية والمخلصين الجمركيين وشركات الترانزيت وممولي السفن والعاملين على السفن إضافة إلى هيئات وشركات التشغيل، موضحاً أن 500 سفينة يمتلكها سوريون ويعمل عليها حوالي 11 ألف عامل بمختلف الاختصاصات.
وأشار د.بدر إلى فرص العمل المتاحة في الوكالات البحرية الخاصة، وشركات الطيران الخاصة، شركات نقل الركاب، شركات نقل البضائع، شركات ومكاتب الشحن، والتخليص الجمركي، والمهن البحرية حسب القانون 27، ومدارس السواقة، وفحص المركبات، ومكاتب تأجير السيارات.
وركز د.بدر على ملامح التطوير لنظم النقل من خلال زيادة حجوم النقل وزيادة سرعات النقل مؤكداً على ضرورة استخدام بدائل نظيفة ومتجددة من خلال الغاز المضغوط واستخدام السيارة الهجينة، داعياً إلى ضرورة استخدام هذه السيارات مبيناً أنه يتم العمل حالياً على تخفيض إضافي للجمارك المفروضة على هذه السيارات بعد أن تم تخفيضها سابقاً.
وفي إطار سعي وزارة النقل لزيادة أعداد الوسائط المستخدمة أكد د.بدر أنه سيتم خلال العام الحالي تسيير ألف باص نقل داخلي في دمشق والمحافظات الأخرى تعمل على الغاز المضغوط، مضيفاً أن هناك تنسيقاً مع الأردن والسعودية لإحياء خط حديدي تصل سرعته إلى 250 كم في الساعة بحيث يمكن للمسافر أن يصل عبره إلى دول الخليج بأقل وقت وجهد.
وأشار د.بدر إلى تنشيط الرحلات بنوعيها البحرية والجوية حيث تقرر تسيير ثلاث رحلات جوية أسبوعية بين اللاذقية والقامشلي في حزيران القادم، مع استمرار بحث جدوى مد خطوط بحرية لسفن الرورو لنقل البضائع والركاب السوريين إلى دول مختلفة.
ولفت د.بدر إلى أهمية تأهيل الكوادر وتدريبها عبر الثانويات والمعاهد المتوسطة والبحرية والاختصاصات الجامعية المتاحة في جامعة تشرين باللاذقية.
وختم د.بدر محاضرته بالتأكيد على أهمية العمل الشريف على كافة المستويات والأصعدة وبجملة مفادها: " قيمة كل امرئ فيما يحسنه".
بدورها أكدت كريستين خوري منسقة اللقاء وناشطة في مشروع "شباب" أهمية تنظيم هذه اللقاءات كونها تعبر عن الاهتمام الحكومي بدعم مشروع شباب التابع للأمانة السورية للتنمية في تأهيل شباب سورية وتنمية قدراتهم، مبينة أن اللقاء يتيح فرص العمل للشباب خاصة في مجال النقل البحري الذي يلقى اهتماما خاصاً وكبيراً من سكان المنطقة الساحلية.
حضر اللقاء عدد من الشخصيات وممثلي بعض الجهات الحكومية بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب والشابات.