المخلفات البلاستيكية وأثرها على البيئة والإنسان والطرق المتبعة للتخلّص منها


 

مقدمة:

كثيرة هي المشكلات البيئية التي يعاني منها الإنسان اليوم، وهذه المشكلات تختلف من حيث حدود ودرجة مردودها السلبي على صحة الإنسان، وبيئته، والحياة الفطرية المحيطة به؛ فمنها مشكلات بيئية عالمية تغطي تأثيراتها الكرة الأرضية برمتها، وتعبر الحدود الجغرافية بين الدول، مثل تدهور غاز الأوزون في طبقة الأوزون، وارتفاع درجة حرارة الأرض، أو ما يُعرف بظاهرة البيت الخارجي وانقراضِ الأحياءِ النباتيةِ والحيوانية الفطرية، وانخفاضٍ شديدٍ في التنوع الحيوي، وهناك مشكلات ذات تأثير إقليمي كالأمطار الحمضية، أو التلوث الصناعي الناجم عن المصانع الواقعة على حدود الدول، ومنها مشكلات ذات انعكاسات محلية، وتأثيرها يقع ضمن حدود جغرافية ضيقة، مثل ظاهرة الضباب الضوئي الكيميائي الناجم بشكل رئيس عن عوادم السيارات، وبخاصة الملوثات الهيدروكربونية وأكاسيد النيتروجين التي تنبعث منها، فتتحول بفعل أشعة الشمس إلى ملوثات مؤكسدة مثل غاز الأوزون. ومن جانب آخر هناك مشكلات تصيب المسطحات المائية، مثل المد الأحمر والأخضر الذي يحول البيئة البحرية إلى اللون الأحمر أو الأخضر، مع ما يصاحبه من تأثيرات سلبية خطيرة. وتُعد المخلفات الصلبة من المشكلات الرئيسة التي تعاني منها المجتمعات الحضرية في الوقت الحاضر، ولها تأثيرات وانعكاسات محلية في أغلب الأحيان؛ ولذلك اهتمت الكثير من الدراسات العلمية بعلاج هذه المشكلة، ووضعت السياسات المستدامة لإدارة هذه المخلفات بأسلوب بيئي وصحي متكامل، وقد ركّزت معظم هذه الدراسات على المخلفات الصلبة الناجمة عن الأنشطة البشرية من مصادرها المختلفة، مثل المنازل، والمحلات التجارية، والمطاعم، والشركات الصناعية، وتأثير هذه المخلفات على التربة، والمناطق البرية، وصحة الإنسان، حيث تقدر الدراسات أن إنتاج البلاستيك يستهلك سنوياً 3-5% من مجمل الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأنه في عام 2012 تم إنتاج (280) مليون طن من البلاستيك عالمياً، اُستعملت هذه الكميات الضخمة المنتجة في معظم الصناعات، ووَجَد حوالي نصفها طريقه نحو مكبات النفايات على شكل قمامة ملأت قارات العالم، ومياه البحار والمحيطات، وبالرغم من مميزاتها المختلفة مثل: القوة، المرونة، خفة الوزن، انخفاض التكلفة، سهولة التشكيل، ومقاومتها للتآكل بفعل الأحماض والقلويات والمذيبات، إلا أن مخلفاتها تشكّل إحدى أهم المصادر الرئيسة خطورة على صحة الإنسان وتلوث البيئة، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن المخلفات البلاستيكية تمثل نحو 50% من مجموع المخلفات الصلبة على سواحل البحر.

 

رابط المقال

 

إعداد: محمود عمر السعيد

- إجازة في الإعلام /جامعة دمشق.

- أمين تحرير مجلة النقل الإلكترونية/ وزارة النقل.